الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

"أحرار السنّة".. من أحضان "حزب الله" إلى عصابة البغدادي

17z498

الدرر الشامية:
لم يكن أحد ليتصور أن ما يسمى “لواء أحرار السنة” في بعلبك اللبنانية الذي بايع خليفة الإسلام المزعوم أبو بكر البغدادي، سينكشف عنه الغطاء ذات يوم ليتضح أنه تنظيم شيعيّ إعلاميّ كبير.
فقد أحدث اعتقال السلطات اللبنانية لشخص شيعيّ يدعى حسين شامان الحسين، وهو لبناني مجنّس من أصول إيرانية، على خلفية تورطه بإدارة حساب يحمل اسم “لواء أحرار السنة – بعلبك” كان يزعم التبعية لتنظيمات سنيّة ويبث بيانات باسمها، ردة فعل في الأوساط السياسية، إذ توجهت الانتقادات إلى حزب الله وأمينه العام، حسن نصرالله، الذي اعتبرت والدة الموقوف أن ما يجري لابنها “فداء له”.
اللواء أشرف ريفي وزير العدل اللبناني، قال: إن توقيف حسين “يقطع الطريق على الكثير من الفتن الطائفية التي كانت تبث تحت لافتة، اختير اسمها والبيانات التي توزع عبرها، كي تضرب الوحدة الوطنية، وتؤدي إلى خلق فتنة إسلامية مسيحية”.
من جانبها، قالت الأمانة العامة لقوى “14 آذار” التي يقودها تيار المستقبل، صاحب التمثيل الواسع في الأوساط السنية: إن اعتقال حسين “أسقط واحدة من خطط تزوير الحقائق والمسّ بالاستقرار الأمني والسلم الأهلي، وأثبت أن أحرار السنة الحقيقيين، كما كل أحرار لبنان من مسيحيين ومسلمين ودروز لا يمكن أن يكونوا أدوات تحريض”.
وكان للسياسي اللبناني إيلي محفوظ، عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” موقف في الإطار نفسه هاجم فيه الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، قائلًا: إن سلوكه “بات عبئًا على لبنان، وعناصره المسلحة تحولت إلى مرتزقة مهمتها الدفاع عن مصالح أنظمة وأشخاص”.
وتابع محفوظ بالقول، تعليقًا على توقيف حسين: “أذكر حسن نصرالله بلحظة انكشاف عناصر منتمية لحزب الله متهمة باغتيال رئيس حكومة لبنان الشهيد رفيق الحريري، حيث قال يومها: إنه لا يوجد من عداد حزبه عناصر غير منضبطة، ليصبح اليوم مشغّل حساب لواء أحرار السنة خارجًا عن طوعه وتجب محاسبته، ولكن بدأت التحقيقات تظهر أن هذا الولد لم يقم وحده بما قام به، إنما تقف وراء جريمته جهات محددة” وفقًا لما نقلته عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
أما صحيفة “النهار” الواسعة الانتشار فقد ذكرت أن قوى الأمن تحركت ضد صاحب الحساب بعد تغريدات له هدد فيها باستهداف الكنائس والطوائف، مضيفة أن الحسين “اعترف بالتهم الموجهة إليه وأعادها إلى أسباب سياسية وشخصية”.
كما تحدثت الصحيفة مع والده، شامان الحسين، وهو من اللبنانيين المجنسين، والذي نفى التهم عن ابنه، أما والدته فاكتفت بالقول: “نحن نرضى بكل ما يجري لحسين وفِداء السيد حسن نصرالله”، وفقًا للصحيفة.
اليوم بدا السؤال الأبرز على ألسنة شباب التيار الإسلامي في مختلف البلدان الإسلامية التي تحتل الصراعات موقعًا فيها: من المسؤول عن تلك الكيانات التي تظهر فجأة دون سابقة لتعلن مبايعة داعش، ومن ثم تتخذها السلطات مبررًا لبطش أكبر بالثوار والمجاهدين.

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

جميع الحقوق محفوظة © 2014 أخبار دولة الإجرام في العراق والشام
برمجة : يعقوب رضا